من مقال:
الطاهر مكي كما عرفته
د. محمد أبو الفضل بدران(*)
يقرر أن يرشح نفسه لانتخابات مجلس الشعب عن محافظة قنا
ضد أمين حزب مصر الحاكم آنذاك، أقيمُ له أمسية في حبه بقريتي العويضات بقفط، يتجمع
أهلي والقرى المجاورة في مشهد لم تره القرية من قبل ؛ الجميع يتدافع للسلام عليه، الأطفال
يفترشون الأرض تحت جميزة المَلقَه كما نسمي ميدان القرية، يربط مكي بين مَلَقَة
العويضات و"ملقا" الأندلس وينشد الشعراء قصائد في مدحه يحثونه كي يمضي
في الترشح حتى يخلصنا ؛ يقول له الشاعر العامي ربيع فريد :
"يا
نور المنادرْ
يا
طاهر يا طاهرْ
يا
نائب بلادنا
كفاية
وجودكْ
وعلمك
وجودك
يا
نور المنادر"
ويقف الطاهر مكي وقد هاله هذا الجمع وهذا الحب ليقول :
"لقد كان أحمد شوقي يقصدني عندما قال :
قد
يهون العمرُ إلا ساعةَ وتهون الأرضُ
إلا موضعا
ويصفق له الحضور فيعلق على صِبية تسلقوا شجرة الجميز
العريقة أمام مندرتنا وهم يصفقون له فيطلب منهم أن يمسكوا بأطراف الشجرة حتى لا
يسقطوا وأنه مقدر حضورهم وفرحهم به راجيا في مودة أن يتركوا أمر التصفيق للأرضيين،
وتضج الملقة بالتصفيق والبهجة.
يأخذ من الأصوات ما يحقق له الفوز ولكن النتيجة نجاح
الآخر !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك