الثلاثاء، 19 فبراير 2019

درب العمر - الشاعر: حامد الجوجري - إلى د. الطاهر أحمد مكي




إلى الأخ العلامة د. الطاهر أحمد مكي

أخي حقه مني المودة والبر 


فقد ضمنا درب طويل هو العمر 

مشينا به نطوي الليالي مراحلا


يؤرقنا ليل ويسعدنا فجر

وما العمر إلا مورد من معينه


نعب كئوسا ملؤها الحلو والمر

كذاك هي الدنيا ابتلينا بها معًا


فما ضرنا بأس. ولا غرنا وفر

وعشنا رجالاً يحضن النور قلبنا


وسرنا فلا بحر يعوق ولا بر

لنا غاية نبني لمصر رجالها


وها نحن أدينا الأمانة يا مصر

إلى الأفق الأسنى دعاه نبوغه


وطافت تحيي ركبه الأنجم الزهر

وعز به في الخالدين مكانه


وأي مكان حل فيه له الفخر

فمن شفتيه كم أضاءت مسالك


تهدي بها الساري إذا احتجب البدر
وكم أطلعت كفاه صبحا لقارئ


إذا فاته سفر أضاء له سفر

سيبقى على وجه الزمان عطاؤه


ويروي علاه الدهر ما بقى الدهر

وأي عطاء ناله دون بذله


وهل لشموس العلم في أفقنا أجْرَ؟
****
أخي قد قضينا العمر جهلا وغفلة  


وسرنا سكارى في الحياة ولا خمر  

حيارى فما ندري صواب طريقنا

إذا ما سلكناه أم التيه والقفر

عرفنا الحياة الحق بذلا وعزة


وإن آدنا عبء وإن ساءنا فقر

وقلنا سنحيا للمبادئ حسبنا


رضا الله لا مال يهم ولا وفر

فهل نحن كنا واهمين يقودنا


سراب هو الإخلاص والبذل والخير
ويعبث بالأقدار عصر يسوده


جهول وأفّاق وفَدْم ومغتّر

****
أخي أيها القديس في معبد العلا    


ترانيمك الحرمان والضيق والعسر    

أضعت الشباب النضر بحثا ودقة

وضيعني التدريس والشرح والشعر
تركنا ملذات الحياة لغيرنا


وقلنا ربحنا الفضل هل ربحنا خسر؟!
لنا من عطاياها المعارف جمة


وللغير منها المال والبيض والسمر
نراها فنغضي عفة وتأبيا


وفي قلبنا نار وفي صدرنا جمر

ويبلغ منها غيرنا ما يريده


فلا شاقه نبل ولا عاقه طهر

وكل ملذات الحياة مباحة


إذا رامها اثنان الملاعب والقهر

فلو أن لي بالرأس رجلاً لنالني

من الخير ما لم يؤته العلم والفكر

فقم وانظر الأحلام (كانت) وأفتني

ترانا ربحنا العمر أم غالنا العمر


****