الأربعاء، 11 فبراير 2015

الطاهر مكي: لا أحد يقوم بمهمة الناقد


يؤمن الناقد الدكتور الطاهر أحمد مكي بأنه لا شعر خارج القصيدة العمودية، ويحمل كثيراً على الأجيال الجديدة، لأنها - تبعاً له - تكتب قبل أن تقرأ وتجرب، وهو لا يبرئ النقاد من مشهد الأزمة، التي يراها في مجالات الإبداع، لكنه يلتمس الأعذار للحركة النقدية في هذا الحوار .
حصل الدكتور الطاهر أحمد مكي على الدكتوراه من إسبانيا، وشغل عدة مواقع وظيفية مهمة في الجامعة، وأصدر عدة كتب منها: "امرؤ القيس حياته وشعره"، و"دراسة في مصادر الأدب"، و"بابلو نيرودا شاعر الحب والنضال"، وقدم للمكتبة العربية تحقيقاً لكتاب ابن حزم "طوق الحمامة"، وهو معنا في هذا الحوار:
في كتابك "الشعر العربي المعاصر روائعه ومداخل لقراءته"، تركت أمر حسم نجاح قصيدة التفعيلة للتاريخ هل ما زال إيمانك أكبر بالقصيدة العمودية؟
- الشعر الجيد في رأيي هو الشعر العمودي، وما هو خارج هذا النمط ليس شعراً في نظري، وأعظم قاعدة لدي للحكم على صلاحية النص من عدمه، هو عدم تركه إلا بعد انتهاء قراءته، فالقصيدة الجميلة أحفظها من المرة الأولى، فيما عدا ذلك أجده كلاماً يفتقد الإيقاع الجيد والموسيقى، الفكرة تفرض نفسها على ذوقي، وأنا أندهش من تصورات بعض الشباب أنه حتى يصبح عظيماً لا بد أن يكون شاعراً .
هل تتخذ موقفا مناوئا لقصيدة النثر لأنها تخترق التابوهات؟
- فيما يتصل بالعقائد أنا ضد تناولها في أعمال أدبية، تسيء للناس، أنا مع رفع مستوى الوعي الثقافي للجميع، ولست مع مهاجمة عادات الناس وتقاليدهم، هناك من يريد أن يحدث ضجيجاً حول نفسه بفعل ذلك، وليس أدباً أو إبداعاً أن تتناول المقدسات، بما يجرح مشاعر الآخرين، يمكن للإنسان أن يعبر عن أدق الأشياء بلغة خاصة، مثلما فعل نجيب محفوظ، على سبيل المثال .
كيف ترى ما تكتبه الأجيال الجديدة؟
- هذا الجيل يتمتع بإمكانات لم يتمتع بها أي جيل سابق، ولكن هناك تدهور ملحوظ ومن أسبابه سهولة النشر، خصوصاً في الهيئات الرسمية، التي تنشر مستويات لا تليق بالحركة الأدبية في مصر، هذا الجيل يريد أن يكتب قبل أن يقرأ، وأن يعبر قبل أن يعيش التجربة، فالقراءة والتجربة طريقان أساسيان لقدرة الكاتب على التعبير .
لكن يكثر الحديث عن أزمة موازية في مجال النقد؟
- ازدهار النقد مرتبط برقي الأدب، ولا يمكن أن يكون لدينا حركة نقدية نشطة ومزدهرة مادام الإبداع في أدنى درجاته، فكيف تقوم حركة نقدية مع الأدب المكتوب بالعامية، وليست لدينا قواعد للنقد، فاللجوء للمصطلحات الأجنبية واللهجة العامية موجود بشكل كبير في كتابات الأجيال الجديدة، ومن ثم لا يمكن أن نتوقع نقداً حقيقياً إلا إذا دعونا إلى نقد لا يخشى المجاملات وقول الحق، الإبداع والنقد وجهان لعملة واحدة، بمعنى أن العمل العظيم ينتج ناقداً عظيماً، لأن الناقد إذا لم يجد عملاً قوياً ينتقده فماذا يكتب!
هل تبرئ النقد؟
- أنا لا أبرئ النقاد لأنهم لعبوا دوراً كبيراً في تمييع الحياة الثقافية، كما أن بعض النقد الصحفي أفسد الحياة الأدبية، لأنه لا يفرق بين التخديم والتقديم، التخديم أن تقدم المبدع من وجهة إعلامية للجمهور، بينما التقديم أن يأخذ الناقد الكتاب ويقيمه ويبرز جميع جوانبه للمبدع قبل القارئ، لا أحد يقوم بمهمة الناقد الحقيقي، فاختلط الأمر، ومن جانب آخر لا توجد لدينا مجلة أدبية تفتح صفحاتها لمن يريد أن يكتب نقداً منهجياً علمياً .
المصدر: القاهرة - "الخليج":
 - See more at: http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/da2b960a-c990-4d74-933c-7a3d157b6ecf#sthash.V5cUF0L3.dpuf