الأحد، 20 أبريل 2014

مشاهدات الدكتور الطاهر مكي في أمريكا اللاتينية


... روى الدكتور الطاهر مكى عن مشاهداته بأمريكا اللاتينية ،عندما ذهب إليها منذ خمسين عاما و كان وضعها أسوء بكثيرا جدا من وضعنا الحالى ، و قال أن صديقا له عرض أن ينتظره فى المطار ، فشكره قائلا أن السفارة ستستقبله ، و لكنه رد عليها قائلا ” قلما تهتم سفارات العالم الثالث “، و لم يفهم مكى حتى وصل إلى هناك و عرف أن الأجانب لا يستطيعون أن يزوروا كولومبيا لأول مرة و يركبون سيارة أجرة وحدهم ، فأما يسرق أو يقتل .
وواصل قائلا : ” القتل سهل فى أمريكا اللاتينة رغم أن الإعدام ممنوع هناك ” ، و الإقطاعيون هناك إن تعارض أحد الأحزاب معهم لا يوقفوه بل يقوموا بتصفيته و قتل أعضاءه .
و برغم ذلك فكانت الديمقراطية لا حدود لها فى كولومبيا و أمريكا اللاتينية ، و الطبقة المثقفة هى من تحكم ، و لا يوجد أى رقابة على الإبداع ، و لا يوجد هناك ما يسمى توجيه من الدولة ، حتى على الإذاعة و التلفزيون ، مما أنتج لنا الكثير من مبدعى أمريكا اللاتينية .
و قال مكى أن أكثر ما يميز أمريكا اللاتينية هى ” الثقافة ” و هى هناك تغنيك عن الثروة و الأصل ، قائلا : عرفت حينها أن هذه البلاد سوف تتقدم ، لافتا أن فى العالم العربى لم يفز بجائزة نوبل سوى واحد هو نجيب محفوظ أما فى أمريكا اللاتينية ففاز أكثر من 12 كاتب .
و تابع الطاهر مكى أن البرازيل التى كانت تقتل الأطفال فى الشوارع بالرصاص لتنظف المدينة ، هى الآن بلد ديمقراطية و متقدمة اقتصاديا و كذلك الأرجنتين ، و فى كولومبيا حزبان يتناوبان على الفوز بالانتخابات الرئاسية ، مؤكدا أن الحرية هى ما تضمن لأمريكا اللاتينية الآن تقدمها .
لذا أيقن حينها مكى أن ما تحتاج إليه بلادنا هى ” الديمقراطية ” ، حرية لا حد لها وديمقراطية تتمثل فى شفافية الانتخابات و قبول ما تأتى به الصناديق ، و إلا سنتحول إلى عراقا آخر أو سوريا .
و أكد الطاهر مكى أن الفكرة لا تقاوم بالعنف بل بالكلمة ، لذا علينا أن نترك الأفكار تتصارع و فى النهاية الفكرة الأفضل و الأقوى هى من تنتصر ملتهمة الأفكار الضعيفة ، و أن لا خوف من الحرية المطلقة التى تحترم حرية الفرد و عدم الإضرار به .

السبيل لإنقاذ مصر



        خلال مؤتمر التواصل الثقافي مع إسبانيا ودول أمريكا اللاتينية، المنعقد صباح السبت 19/ 4 /2014م باتحاد كُتاب مصر بالزمالك، قال الدكتور الطاهر مكي في كلمة رائعة كالعادة منها:
      إن السبيل لإنقاذ مصر يتمثل في تحقيق الحرية، والتعايش، وفن قبول الآخر، مشددا على ضرورة قبول أي رئيس يتم انتخابه وإلا سنتحول إلى عراق أو سوريا أخرى.وأضاف مكي، أن أمريكا اللاتينية تشمل حزبين، أحدهما حزب ليبرالي وآخر محافظ، وكل حزب منهما يحكم لمدة 4 سنوات يحتكمان فيها للشعب، والذي يختاره الشعب يتم الانتصار له، مطالبا بضرورة أن تكون لدينا هذه الثقافة حتى نستطيع أن نعبر ببلدنا إلى بر الأمان.

      وقال الدكتور الطاهر مكي: إن الفكرة لا تُقتل أبدًا، ولا تقاوم إلا بالكلمة، حيث أن الفكرة القوية تلتهم مثيلتها الضعيفة، كما أن الحرية المطلقة خطأ، ما عدا الحرية في التعبير فهي ليس لها سقف أو حدود ونقولها ولا نخشى فيها أحد.
     وأضاف مكي قائلا:، "حتى الآن يعد وجود كتاب "رجوع الشيخ إلى صباه" في البيوت جريمة، لأنه كتاب "جنسي" أما في المغرب فالأمر مختلف فكل الكتب متاحة وفي الأحياء الشعبية وهذه أزمتنا".
مضيفا: "أمريكا اللاتينية وهي دول متخلفة عنا كثيرًا بها عشرة أشخاص حصلوا على جائزة نوبل لأن عندهم حرية كلمة". أمريكا اللاتينية كانت أسوأ من وضعنا بكثير، كانتشار الفساد المالي والإداري وجرائم القتل والنهب والسلب.
         وذكر "الدكتور مكي" كثيرًا أن بلاد أمريكا اللاتينية من أكثر البلاد ديمقراطية، ويؤمنون بالحرية الفرنسية، ويقدسونها، ما أدى إلى وجود عدد كبير من الشعراء والأدباء، وذلك لعدم وجود قيود عليهم، فكل منهم يستطيع أن يقول ما يؤمن به.وأضاف أن: الدول اللاتينية تحترم الثقافة كثيرًا، فمعظم السفراء يكونون من المثقفين والأدباء، فالثقافة عندهم أهم من الثروة، فدولة البرازيل التي كانت تقتل الأطفال الفقراء بتنظيف المدينة، هي الآن بلد ديمقراطي من الدولة الأولى.
المصدر: http://wadymasr.com/2014/04/19/795813.html
http://www.albawabhnews.com/527727
http://www.albawabhnews.com/527945