الجمعة، 29 سبتمبر 2017

أستاذي العالم الدكتور الطاهر أحمد مكى مرشدًا أكاديميا من سنة 1974 إلى 2000م ....د. عبد الرحيم يوسف الجمل.





أستاذي العالم الدكتور الطاهر أحمد مكى
مرشدًا أكاديميا من سنة 1974 إلى 2000م

د. عبد الرحيم يوسف الجمل(*)

مقدمة يسيرة :
وهى التى افتتح بها الأستاذ محمود القيعي حواره مع أستاذنا في صحيفة الأهرام 22/8/2014، فقال عنه " هو العالم الكبير الذى يعمل في صمت، بعيدا عن الضجيج .. فإذا كان لكل إنسان نصيب من اسمه، فالدكتور العلامة الطاهر أحمد مكي له من اسمه أوفي نصيب ويعرف ذلك كل من عرفه أو اقترب منه .. فما زال يقف شامخا بعلمه وعمله وإنسانيته التى لمسها كل من اقترب منه باحثا أو طالبا أو أعلاميا"
وأؤكد على ذلك فهو علم من أعلام الدراسات الأدبية، ليس في مصر فحسب وإنما في العالمين العربي والأجنبي، وتعود صلتي به حين كنت طالبا في دار العلوم في نهاية السبعينات من القرن الماضى
وكانت في موقعها القديم بالقرب من شارع القصر العيني في وسط القاهرة، وربما كان عائدا لتوه من إعارة أو من رحلة علمية فقد وجدت طلابا يتحلقون حوله فمنهم من يقدم أو توجرافه ليسعد بتوقيعه وأخر كراسته التى يكتب فيها المحاضرات، ثم تتلمذت على يديه حين انتقلنا في الفرقة الرابعة إلى المبنى الجديد في رحاب جامعة القاهرة، وكانت فيها بقايا إنشاءات من مواد البناء وكان الدرس عن فن القصة القصيرة وتحليلها . وكانت هذه البداية، ثم استتبعها التمهيدي ماجستير والإشراف على رسالتى للماجستير والدكتوراه، وقد كانت فترة خصبة اتزود فيها من علمه مساء كل يوم جمعه، وانهل من أفكاره واصغى بانتباه إلى توجيهاته العلمية التى أفادتني كثيرا حتى يومنا هذا .
ربما كان لابد من هذه المقدمة التى تشير إلى قدره وقامته العلمية السامقة في مجال الدراسات الأدبية، والتي ما زال يمنحها إلى طلابه ومحبيه ومن يقصد ه حتى الآن، شخصية معطاءة متواضعة يسمعك حتى لو كان حديثك خطأ فلا يسفهه وإنما يكرر كلمة (حاضر حاضر) ثم يأخذك بعد ذلك بأسلوب رقيق إلى جادة الصواب وإلى الإجابة المقنعة المفيدة .
ولهذا كان اختياري أن أتوقف عند إشرافه الأكاديمي في الربع الأخير من القرن الماضى وذلك لأبين نوعية الموضوعات والتى استتبعها أيضا مشقة التوجيه في الموضوعات المتنوعة ـ أيام أن كان الباحث يعكف على بحثه بالسنوات وليست بالشهور كما هو الحال الآن، هذا بالإضافة إلي استسهال الباحثين في اختيار موضوعاتهم وتسرعهم في إنجازها مما جعل للعوار النصيب الأوفر في بعض هذه البحوث وتأتى لجنة المناقشة التى هى أشبه بالمسرحية العبثية .
ولذلك كان اختياري لهذا الموضوع أن أشير إلى جدية وتنوع موضوعات الأبحاث وصرامة المشرف وإخلاصه. ولعل من الصور التى ذكرها أستاذنا في حواره في صحيفة الأهرام السابق ذكرها حول سؤال يقول : " ما بين العصر الذهبي للجامعة ووضعها الآن، كيف ترى الأمر ؟ فأجاب : .... لقد كانت الجامعات في الماضى تقيم اعتبارا كبيرا "الأساتذة الذين تعلموا في الجامعات الأوربية وعاشوا فيها زمنا طالبا أو أستاذا، حيث كان وعي هؤلاء الأساتذة منفتحا على تقاليد جامعية رائعة، ولكن الآن نشأ في جامعاتنا الآن ما اسميه (حزب الكسالى )".
وربما يشير في ذلك إلى بعثته للحصول على شهادة الدكتوراه من أسبانيا في حوار أجري معه.
 في مجلة الثقافة الجديدة (إبريل 2014 ص136) فيقول عن ذلك " هي نقلتني إلى العالم الحديث أنا رجل من صعيد مصر وخريج دار العلوم كما أن ثقافتي تقليدية، ولكنني ذهبت إلى أسبانيا مفتوح القلب والعقل وكنت مستعدا لتقبل كل شيء، وقد عرفت أننا نكذب على أنفسنا، وعشت في أسبانيا سبع سنوات متتالية ولم يحدث يوما ما عكر مزاجي وحدث تفاهم طالما أن الإنسان يسير في حدود القانون، ومن ناحية الثقافة وعلى الرغم من أننى عشت في فترة فرانكو وهي فترة فاشية وكان هناك رقابة كبيرة على الكتب ولم يكن يوجد انترنت أنذاك، فلم يكن هناك حجب أو منع للثقافة الأجنبية كما شاهدت ازدهارا للمسرح والروايات والمكتبات ومعارض الكتب".
وفي سؤال أخر طرح عليه في جريدة الأهرام والتى تشير إلى أخلاقياته التى تظهر في بعض المواقف الإنسانية فيقول السؤال : "متى يبكي د. الطاهر، ومتى يغضب ؛ فيجيب : أبكي إذا رأيت رجلا كبيرا في موقف مهان فيه، وهو الموقف الذي أراه كثيرا من صغار يهينون كبارا، ويبكيني دائما أن أرى مقهورا ولا استطيع رد القهر عنه، وهو موقف أراه كثيرا للأسف الشديد، وأغضب عندما أري الباطل مزهوا وممكنا له "([1]).
 ولذلك كان هذا البحث الذي يتناول :
أولا : ترتيبه في الإشراف الأكاديمي في تلك الفترة .
ثانيا – الترتيب الزمني في الإشراف (ماجستير / دكتوراه)
ثالثا – الكليات الجامعية التى توزعت عليها رسائل الإشراف متضمنه في بعضها الإشراف المشارك .
رابعا: الموضوعات التي تم الإشراف عليها.
هذه النقاط الأربع التى توخيت أن أسجلها وتفصيلها كالتالي :
أولا : ترتيبه في الإشراف الأكاديمي في تلك الفترة بين الأساتذة الآخرين.
أقصد بذلك عدد الرسائل التي أشرف عليها وأخرين في الكليات المختلفة في ذات الفترة التى بدأ فيها (أستاذنا) الإشراف وهو عام 1974. وكانت بترتيب تنازلي لعدد الرسائل وهى كالتالي:
1- أ.د. محمد مصطفى هدارة 121 رسالة منها 20 إشراف مشارك
2- أ.د. سهير القلماوى 100 رسالة منها 7 مشترك
3- أ.د. يوسف خليف 88 منها 3 مشترك
4- أ.د. إبراهيم عبد الرحمن 75 منها 22 مشترك
5- أ.د. الطاهر أحمد مكى 71 منها 15 مشترك
6- أ.د. شوقي ضيف 71 منها 7 مشترك
7- أ.د. محمد زكى العشماوى 56 منها 9 مشترك
ولعل قراءة سريعة تبين ترتيبه في المستوى الثالث ما بين أكثر من مائة والأقل من مائة، ربما يعزى ذلك أن الأساتذة الآخرين ربما كانوا يسبقونه في الإشراف على هؤلاء الباحثين ربما لغياب أ.د.الطاهر في إعارة وغيرها.

ثانيا : الترتيب الزمنى في الإشراف (ماجستير / دكتوراه):

السنة
عدد ماجستير
عدد دكتوراه
1974

2
1975
1
-
1976
1

1977
1

1978
2
3
1979
2
1
1980
3
2
1981
1

1982
1
4
1983
1
1
1984
3

1985
1

1986
1
2
1987

1
1988
2

1989
2

1990
2
1
1991
2
2
1992
3
2
1993
2

1994

1
1995

2
1996
2
6
1997
1
3
1998
2
2

38
34

وقد اعتمدنا على هذه البيانات الببلوجرافية الرسائل العلمية التى أعدها ونشرها أ. د. محمد أبو المجد ([2]). وبقراءة متأنية فيما سبق ذكره نجد تقارب عدد رسائل الماجستير مع رسائل الدكتوراه، وربما يرجع هذا إلى عدة أسباب منها:
أ‌-    ربما رغبة بعض الباحثين المسجلين للماجستير إلى استكمال التسجيل منه في الدكتوراه إشراف أ.د.الطاهر مكى.
ب‌-    ورغبة بعض الباحثين في الكليات الإقليمية التسجيل مع سيادته.
جـ- أما الإشراف المشارك في بعض الرسائل العلمية فقد كانت 15 مشاركة، وكان الهدف من ذلك تدريب المشارك في الاستفادة من آلية الإشراف تمهيدا لانفراده عند تأهله لذلك.
ثالثا : الكليات الجامعية التى توزعت عليها رسائل الإشراف متضمنه في بعضها الإشراف المشارك :
توزع الإشراف على خمس جامعات لخمس كليات وهي كالتالي:
                                                     ماجستير         دكتوراه
-        جامعة القاهرة (كلية دار العلوم)           25                          29     
-        جامعة عبن شمس (كلية الألسن)                     2                          2
-        جامعة المنيا ( كلية الآداب )                1                          1
-        جامعة جنوب الوادى _كلية الآداب قنا)  9                          2
-        جامعة طنطا (كلية الآداب)                  1
وبقراءة ذلك نجد أن دار العلوم القاهرة تحظى بنسبة 85% في الماجستير و90 % في الدكتوراه، يليها في النسبة كلية آداب جامعة جنوب الوادى 8% في الماجستير 5% في الدكتوراه.
رابعا : الموضوعات التى تم الإشراف عليها
توزعت الموضوعات التى أشرف عليها الأستاذ الدكتور الطاهر مكى متنوعة وتبين أنه لم يقيد طلابه بموضوعات معينة ولكنه كان يترك لهم حرية اختيار موضوع البحث وذلك بقليل من التوجيه بالحوار والمناقشة في جوانب موضوع البحث المزمع اختياره وإذا تبين عواره يبدأ البحث من جديد لموضوع آخر، وفى الأسطر التالية نتخبر عنوان رسالة واحدة في كل موضوع تحقيقا للفائدة والتدليل على التنوع .
الأدب الأندلسى : (19رسالة)
الشعر في عهد المرابطين والموحدين بالأندلس، محمد مجيد رزيق السعيد، دكتوراه سنة 1974، دار العلوم القاهرة (ببلوجرافية ص237)
الأدب الجاهلي : ( خمسة موضوعات)
البناء الكلي للقصيدة الجاهلية، وائل محمد عبد الوهاب، ماجستير، جامعة جنوب الوادي، آداب قنا بمشاركة د. محمد أبو الفضل بدران (البيلوجرافيا ص174).
الأدب العباسي : (تسعة موضوعات)
الشعر الفكرى والفلسفى في العصر العباسي، محمد عبد الرحمن حامد، دكتوراه، 1978 كلية دار العلوم جامعة القاهرة (الببلرجرافيا 2ص235).
الأدب المصرى : (ثمانية موضوعات)
الشعر الديني في صعيد مصر الأعلى في عصر الحروب الصليبية، محمود النوبي أحمد سليمان، ماجستير سنة 1997، جامعة جنوب الوادي كلية الآداب قنا بمشاركة قرشي عباسي دندراوى (الببلوجرافيا ص223)
الأدب الحديث : (إحدى عشرة رسالة) :
شعر النضال السياسي والاجتماعي والفكري في مصر منذ الحرب العالمية الثانية حتى حرب السادس من أكتوبر 1973، عبد الرؤف على أحمد أبو السعود، دكتوراه سنة 1978، كلية دار العلوم جامعة القاهرة (الببلوجرافيا ص243,244)
تحقيق التراث : (خمسة موضوعات) :
ديوان تاج الملوك بورى بن أيوب تحقيق ودراسة، خالد أباذر عطية، ماجستير 1984، كلية دار العلوم جامعة القاهرة (الببلوجرافيا ص200)
الأدب المهجري (رسالة واحدة) :
شعر شفيق معلوف دراسة فنية، إخلاص فخري عمارة، دكتوراه 1980، كلية دار العلوم جامعة القاهرة (ببلوجرافيا ص227)
الأدب العراقي (رسالتان) :
الإمام الحسين في الشعر العراقي المعاصر، حاتم عبود حبوب الساعدى، دكتوراه، سنة 1982، كلية دار العلوم جامعة القاهرة (الببلووجرافيا ص171).
الأدب في الأردن (رسالة واحدة) :
الرواية العربية في الأردن (1967- 1987) شهناز مصطفى استيته، دكتوراه، كلية دار العلوم القاهرة (الببلوجرافيا ص322)
الأدب السعودى : (رسالة واحدة) :
القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية منذ نشأتها حتى عام 1385 هـ (1964م) دراسة تاريخية تحليلية، سحمى ماجد الهاجري القحطاني، ماجستير 1984، كلية دارالعلوم جامعة القاهرة ببلوجرافيا ص329)
الأدب الشيعي : (رسالتان) :
أدب الشيعة في العراق من 1900- 1958) عبد الرضا صادق ماجستير 1985، كلية دار العلوم جامعة القاهرة.
الأدب النيجيري (رسالة واحدة) :
حركة اللغة العربية وآدابها في نيجيريا من سنة 1904 إلى سنة 1966)، شيخو أحمد سعيد فلامنت، دكتوراه سنة 1974 كلية دار العلوم القاهرة (الببلوجرافيا ص112).
الأدب الموريتاني : (رسالة واحدة) :
ديوان الشاعر الموريتاني محمد ولد بن ولد أحميد (1897- 1943) جمع وتحقيق ودراسة، أحمد ولد حبيب الله، ماجستير 1988 كلية دار العلوم جامعة القاهرة ) (ببلوجرافيا ص204).
الأدب الليبي : (رسالة واحدة)
الصحافة الأدبية في ليبيا وأثرها في توجيه الأدب الليبي منذ الحرب العالمية الثانية حتى الآن 1991م)، الطيب على سالم، دكتوراه 1997، كلية دار العلوم جامعة القاهرة.
الأدب المغربي : (ثلاث رسائل) :
الشعر العربي في المغرب خلال فترة الاحتلال (1912- 1956) دراسة تاريخية تحليلية، زهير محمد، ماجستير 1988 بمشاركة د. عبد اللطيف عبد الحليم، كلية دار العلوم جامعة القاهرة، (الببلوجرافيا ص232).
الأدب اليمني :
عبد الله البردوني حياته وشعره، أحمد عبد الحميد إسماعيل ماجستير 1992، كلية دار العلوم جامعة القاهرة (الببلوجرافيا ص262)
وبقراء فيما ذكرناه لمجد تنوع الموضوعات التى تخطت النمطية في تناولها وتجاوزتها إلى آداب عربية وأفريقية وعالمية تظهر الجوانب العلمية التى تتميز بها.
ولا شك أن ذلك يمثل جهدا في الإشراف في المشاركة والتوجيه حتى يخرج البحث في صورة طيبة .
متع الله أستاذنا الصحة والعافية.

****


الهوامش:



(*) أستاذ في كلية دار العلوم – جامعة الفيوم.




([1]) ملحق جريدة الأهرام الجمعة 22/8/2014 ص5.
([2]) نشر مكتبة الآداب سنة 2001.. 

الأحد، 17 سبتمبر 2017

الطاهر مكي...عطاء إبداعي ونقدي ممدود....د. أحمد كشك.





الطاهر مكي
عطاء إبداعي ونقدي ممدود

د. أحمد كشك(*)

لا يخفي على دارس إدراك أن الطاهر مكي قيمة نقدية، وإبداع جلي متمكن. ورؤية شمولية لحق الدارس الأدبي وعطاء أصحابه.
فمن من المريدين لم يجد في رحابه ثراء الحقل الإبداعي إبداعًا ونقدًا ورؤية! فكم من أعلام مثلت لهم أيادي هذا النبيل الطاهر حركة تنوير وارتقاء! كم من مبدع على الطريق وهو يتحسس طريقه الأول لم يجد أمامه ضوءًا منيرًا مبهرًا من ملامح رؤيته المشرقة للأمة بكتاباته النقدية الأصلية المحكمة! وكم من إدراك نقدي حصيف لم يكن ببعيد عما يقدمه فهو كشاف النور المبهر لطريق المبدعين والشادين لحقل الدراسات الأدبية والنقدية، فالإمتاع عنده قرين دوره النقدي الكبير!
إن أعمالاً كثيرة قدمها دانت له بالحق والصدق وقد استطاع من خلالها في أدب جم أن يعلن عنها ويفصح عن مكنونها في يسر وسهولة يجمع من خلالها الشارد والوارد فالطريق إلى الإبداع الشعري عموديًا كان أو تفعيليا أو شعر حداثة، والرواية والقصة والسرد والحوار كلها أمور تلهج بوجود هذا الطاهر الشريف النبيل.
ولنا في التعبير عن دوره الكبير أمران:
موقفه ومناصرته للشاعر المبدع أبي همام رحمه الله الذي نصره ورعاه وأدرك قيمة إبداعه. وقد أستأنس أبو همام بمساره الفكري والنقدي الأمر الثاني يخص كاتب هذه السطور الذي وجد في تشجيع أستاذه الطاهر المنهج التحليلي والرؤية السديدة فكم من بحوث وأنا طالب في دار العلوم كنت أجريها تحت رعايته وحبه وتعليقه وتشجيعه، لقد كان يرعاني أنا وطلاب دفعتي بالخير والحنان والعلم والمنهج، الذي كان يركز فيه على التماسك وعدم الوقوع في خلط أو تناقض!
إن الطاهر مكي علامة من علامات دار العلوم وله دور مكين في إحياء هذه الكلية وقد اتسعت جهوده لأن يكون سندًا لنادي دار العلوم الذي يدين له أعلامه بشرف الانتساب إلى هذا الصرح الكبير. إنه أدرك أنه بإشرافه على النادي يعطي خريجي هذه الكلية في حب الدار ورفع شأوها حقهم الواجب. فهم أعلام صدقوا ربهم في عطاء كلية هي بالنسبة لهم كالكعبة المشرفة ويتحدث عن عطائهم الكبير في حق صون اللغة العربية في التعليم. لقد أعطاهم حقهم الذي يستحقونه، ومن ثم فالمعلمون يحيونه ويلجأون إليه نصيرًا وهاديًا. وهو رجل حر يعرف للحرية قدرها وصحيفة دار العلوم منارة راقية بأعلامها وبحوثها المتنوعة واستمرارها خير شاهد على ذلك.
إن قلم الطاهر قلم عصامي لا يعرف الكلل ولا يعرف العبودية فهو قلم أخلص عمره للبذل والعطاء ولم شمل الأدباء والعلماء وهو يعرف حق موقعه فلا يتطفل على أحد ولا تتجاوز أمره الحق، لأنه لا يبغي من أحد شيئًا فقد جبل على العطاء والبذل والإرشاد. ومن جيل على هذا فهو نبي رسول، أو كما قال أمير الشعراء كاد أن يكون رسولاً.
فسلمت يداك أيها الأستاذ الشريف صاحب الدور والرؤية والعطاء.

****




(*) العميد الأسبق لكلية دار العلوم – جامعة القاهرة.