الأحد، 17 سبتمبر 2017

الطاهر مكي...عطاء إبداعي ونقدي ممدود....د. أحمد كشك.





الطاهر مكي
عطاء إبداعي ونقدي ممدود

د. أحمد كشك(*)

لا يخفي على دارس إدراك أن الطاهر مكي قيمة نقدية، وإبداع جلي متمكن. ورؤية شمولية لحق الدارس الأدبي وعطاء أصحابه.
فمن من المريدين لم يجد في رحابه ثراء الحقل الإبداعي إبداعًا ونقدًا ورؤية! فكم من أعلام مثلت لهم أيادي هذا النبيل الطاهر حركة تنوير وارتقاء! كم من مبدع على الطريق وهو يتحسس طريقه الأول لم يجد أمامه ضوءًا منيرًا مبهرًا من ملامح رؤيته المشرقة للأمة بكتاباته النقدية الأصلية المحكمة! وكم من إدراك نقدي حصيف لم يكن ببعيد عما يقدمه فهو كشاف النور المبهر لطريق المبدعين والشادين لحقل الدراسات الأدبية والنقدية، فالإمتاع عنده قرين دوره النقدي الكبير!
إن أعمالاً كثيرة قدمها دانت له بالحق والصدق وقد استطاع من خلالها في أدب جم أن يعلن عنها ويفصح عن مكنونها في يسر وسهولة يجمع من خلالها الشارد والوارد فالطريق إلى الإبداع الشعري عموديًا كان أو تفعيليا أو شعر حداثة، والرواية والقصة والسرد والحوار كلها أمور تلهج بوجود هذا الطاهر الشريف النبيل.
ولنا في التعبير عن دوره الكبير أمران:
موقفه ومناصرته للشاعر المبدع أبي همام رحمه الله الذي نصره ورعاه وأدرك قيمة إبداعه. وقد أستأنس أبو همام بمساره الفكري والنقدي الأمر الثاني يخص كاتب هذه السطور الذي وجد في تشجيع أستاذه الطاهر المنهج التحليلي والرؤية السديدة فكم من بحوث وأنا طالب في دار العلوم كنت أجريها تحت رعايته وحبه وتعليقه وتشجيعه، لقد كان يرعاني أنا وطلاب دفعتي بالخير والحنان والعلم والمنهج، الذي كان يركز فيه على التماسك وعدم الوقوع في خلط أو تناقض!
إن الطاهر مكي علامة من علامات دار العلوم وله دور مكين في إحياء هذه الكلية وقد اتسعت جهوده لأن يكون سندًا لنادي دار العلوم الذي يدين له أعلامه بشرف الانتساب إلى هذا الصرح الكبير. إنه أدرك أنه بإشرافه على النادي يعطي خريجي هذه الكلية في حب الدار ورفع شأوها حقهم الواجب. فهم أعلام صدقوا ربهم في عطاء كلية هي بالنسبة لهم كالكعبة المشرفة ويتحدث عن عطائهم الكبير في حق صون اللغة العربية في التعليم. لقد أعطاهم حقهم الذي يستحقونه، ومن ثم فالمعلمون يحيونه ويلجأون إليه نصيرًا وهاديًا. وهو رجل حر يعرف للحرية قدرها وصحيفة دار العلوم منارة راقية بأعلامها وبحوثها المتنوعة واستمرارها خير شاهد على ذلك.
إن قلم الطاهر قلم عصامي لا يعرف الكلل ولا يعرف العبودية فهو قلم أخلص عمره للبذل والعطاء ولم شمل الأدباء والعلماء وهو يعرف حق موقعه فلا يتطفل على أحد ولا تتجاوز أمره الحق، لأنه لا يبغي من أحد شيئًا فقد جبل على العطاء والبذل والإرشاد. ومن جيل على هذا فهو نبي رسول، أو كما قال أمير الشعراء كاد أن يكون رسولاً.
فسلمت يداك أيها الأستاذ الشريف صاحب الدور والرؤية والعطاء.

****




(*) العميد الأسبق لكلية دار العلوم – جامعة القاهرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك