أحمد محارم يكتب من نيويورك
عميد الادب العربى المقارن الدكتور الطاهر احمد مكى في عيد ميلاده التسعين
الناس عادة يرددون المقولة الشهيرة ( لاتلوم الانسان بل نلوم الظروف ) في محاولة لفهم او تفسير لماذا تفوق البعض حين فشل الاخرون وفى الغالب نحن نقف مشدودين امام تجارب ناس نجحوا وتفوقوا في ظل أوضاع وظروف بسيطة لا يمكن ان تساعد الانسان على ان ياتى بالمستحيل .
الدكتور الطاهر احمد مكي ولد ونشا في احدى قرى قنا في صعيد مصر – ونحن لو تخيلنا صعيد مصر من 90 سنه فلنا ان نقدر مدى الجهد والنضال لمن ولد في هذا الوقت وفى ظل أوضاع بسيطة ومتواضعة ان يصل الى هذا القدر من النجاح والشهرة .
يقال انه أيام كان تلميذا بمرحلة التعليم الابتدائية كانت نسخة واحدة من جريدة الاهرام تصل يوميا الى البلد وكان الاشتراك السنوي للجريدة مبلغ 120 قرش في هذا الوقت وكان ثلاثة من اعيان البلد يشتركون في شرائها وقراءتها ومن ثم كان يحص عليها بعد ذلك مجانا ويقراءها على أبناء القرية بمعنى انه كان يتحول الى راديو ( مذياع ) لكى يساعد البسطاء من الناس في معرفة ماذا يحدث في الدنيا .
تعلم ودرس واجاد 6 لغات بما فيهم اللغة الاسبانية وليست الفصحى فقط بل اللهجات الاسبانية المحلية أيضا .
صدرت له مجموعة من الكتب ومنها الكتاب الاول والذى حمل عنوان ( دراسة في مصادر الادب ) وكان وقت صدوره يعمل معيدا بالجامعه واعيد طبع هذا الكتاب 20 مرة .
كثير من الذين تميزوا للأسف الشديد لايعرفهم احد الا القليلين ربما من التلاميذ او المريدين او المهتميين ونح في حاجة الى ان تكون عندنا صحوة ونتحدث عن هذه النماذج المشرفة حتى يجد الجيل الجديد من الأبناء والاحفاد نماذج امامه يحاول مع الاقتراب ان يكون لكل منهم مثله الأعلى – فكما اننا نهتم بالفنون والفنانيين والرياضة والرياضيين وهذا يعد شيئا جيدا ومن الأهم أيضا ان نهتم بكل من تميز في اى مجال من مجالات الحياة .
التلفزيون المصرى في بدايته عندما كان الارسال بالابيض والأسود قدم برامج بسيطة جميلة وهادفة ومنها على ما اذكر برنامج نجمك المفضل – كنا نجلس تلاميذا صغارا وسط الكبار لنسمع ونشاهد ونتعلم .
التعليم هو مشكلتنا الكبرى ونحن حيارى بين مفهوم القدرات او الظروف ومهما كانت الظروف فان القدرات كانت ولازالت وسوف تظل هي السر الأكبر في التفوق فكيف ننمى هذه القدرات والسؤال مطروح لكل من يهمه الامر في بلدنا والتي تزخر بالعديد منهم .
http://elbashayeronline.com/news-784523.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك