الطاهر مكي ... الطائر المحكى
د. أحمد حسين عبد الحليم سعفان(*)
في السابع من شهر إبريل، عام أربعة وعشرين وتسعمائة
وألف. فى إحدى قرى صعيد مصر، جاء إلى الحياة الطاهر أحمد مكى محمد سلطان. ولما شب
عن الطوق. دفع به أبوه - عليه رحمة الله - إلى كتاب القرية، وراح الصبي يتحلق مع
لداته، حول شيخ الكتاب، فيحفظ كما يحفظون.
انخرط الطاهر مكى فى سلك التعليم. حتى حصل على الليسانس
الممتازة. مع مرتبة الشرف الثانية فى اللغة العربية وآدابها والدراسات الإسلامية، عام
1952م ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا للمعلمين بتقدير عام (جيد جدًا) عام 1956،
ثم ابتعث إلى أسبانيا، فحصل على دكتوراه الدولة فى الأدب والفلسفة بتقدير (ممتاز)
من كلية الآداب – الجامعة المركزية عام 1961م. (مدريد - إسبانيا).
بدأ الطاهر مكى حياته العملية، مدرسًا بوزارة التربية
والتعليم حتى عام 1956، ثم ابتعثته الوزارة للحصول على الدكتوراه من إسبانيا، وحصل
عليها كما ذكرت فى عام 1961م، عمل بعدها أستاذا منتدبًا من وزارة التعليم العالي، لتدريس
الأدب العربي والحضارة الإسلامية، في جامعتي (كولومبيا الوطنية) و(الجزويت) باللغة
الإسبانية فى كولومبيا حتى عام 1964م، ثم عاد إلى مصر، وعمل مدرسًا بكلية دار
العلوم جامعة القاهرة، وتدرج في السلك الجامعي أستاذًا مساعدًا عام 1970، ثم أستاذا
بذات القسم، حتى عام 1976م، ثم رئيسًا للقسم حتى عام 1984م، ثم وكيلاً للكلية
للدراسات العليا والبحوث حتى عام 1989م.
الطاهر مكى هو رأس المدرسة الأندلسية فى عالمنا العربى
الآن، وهو قليل النظراء فى الدرس الأدبى الأندلسي، وله منجزات علمية فى شتى الفروع
والناظر فى نتاجه العلمى يجده وفيرًا. ويمثل صُورة بارزة فى تاريخنا الأدبى.
أولاً : التأليف :
1- امرؤ القيس، حياته وشعره، ط9، 2002م.
2- دراسة فى مصادر الأدب، ط8، 2001م.
3- ملحمة السيد، دراسة مقارنة لأقدم ملحمة إسبانية، مع
ترجمة النص إلى اللغة العربية، ط3، 1983م.
4- دراسات عن ابن حزم وكتابه طوق الحمامة، ط4، 1992م.
5- الشعر العربى المعاصر : روائعه، ومدخل لقراءته، ط5، 1996م.
6- القصة القصيرة : دراسة ومختارات، ط8، 1999م.
7- دراسات أندلسية فى الأدب والتاريخ والفلسفة، ط4، 2005م.
8- الأدب المقارن : أصوله وتطوره ومناهجه، ط4، 2002م.
9- فى الأدب المقارن : دراسات نظرية وتطبيقية، ط4، 2002م.
10- الأدب الأندلسى من منظور إسباني، 1999م.
11- مقدمة فى الأدب الإسلامى المقارن، ط2، 2002م..
12- أصداء عربية وإسلامية فى الفكر الأوروبى الوسيط، 2005م.
ثانيًا : التحقيق :
1- تحقيق طوق الحمامة لابن حزم، ط8، 2001م.
2- الأخلاق والسير فى مداواة النفوس، ط2، 1992م.
ثالثًا : الإبداع :
1- السلطان يستفتى شعبه، وحكايات أخرى، عام 2000م.
2- بابلو نيرودا : شاعر الحب والنضال Biographie صدر عن دار روز اليوسف، 1974م.
رابعًا : الترجمة :
1- عن الفرنسية :
أ)
الشعر
الأندلسى فى عصر الطوائف، لحضرى بيرلس، دار المعارف، 1990م.
ب) الحضارة العربية فى إسبانيا، لليفى بروفنسال، ط2، 1985م.
ج)
هذه
المرأة لى، رواية لجورج سيمتون مع مقدمة عن حياته وفنه، والرواية البوليسية بعامة،
كتاب الهلال، نوفمبر 1989م.
2-
عن الإسبانية :
أ) مع شعراء الأندلس والمتنبي، للمستشرق إميليو غرسية
غومث، ط7، 2004م.
ب) الفن العربى فى إسبانيا وصقلية، للمستشرق فون شاك، ط2،
1985م.
ج) التربية الإسلامية فى الأندلس، أصولها الشرقية، وتأثيراتها
الغربية، للمستشرق خوليان ريبيرا، ط2، 1985م.
د) الشعر العربي فى إسبانيا وصقلية، تأليف فون شاك، الجزء
الأول، ط، 1999م.
هـ) مناهج النقد الأدبي، تأليف إنريكى أندرسون، ط4، 2001م.
و) الرمزية، دراسة تقويمية، تأليف : آنا بلكاين، عن
اللغة الإنجليزية (بالاشتراك)، دار المعارف 1995م.
خامسًا : الأبحاث :
1- العالم الإسلامى فى مطلع القرن التاسع عشر كما رآه
الرحالة الإسبانى دومينجو باديا (على بك العباسى)، نشرت على أجزاء فى الفكر العربى
فى بيروت، ومجلة (المجلة) والكتب وجهات نظر فى مصر.
2- المثقفون والهزيمة فى كتاب أصدرته جريدة الأهرام عام
1997م، بعنوان "حرب يونيو 1967م بعد 30 سنة)، وشارك فى تحريره نخبة من
المفكرين المصريين.
3- دراسة عن الحرب الأهلية الإسبانية (جـ4 ص 71 – 165) فى
موسوعة أحداث القرن العشرين، دار المستقبل العربي، القاهرة، 2000م.
4- حين كانت إسبانيا تتكلم العربية وتدين بالإسلام، الكتب
وجهات نظر، العدد 60، يناير 2004م.
5- مخطوطة عربية واثنا عشر عالمًا أوروبيًا، الكتب وجهات
نظر، العدد 32، 3 سبتمبر 2001م.
6- مادة (امرؤ القيس) فى:
Dictionary of Literary Biography, volume 311, Arabic literary culture, 500
– 925 – P. 212 - 224.
ملحوظة :
كان الأستاذ الطاهر مكي، هو الأستاذ الوحيد من جامعات
مصر الذى اختير ليسهم فى تحرير هذه المادة، مع غيره من المشاركين.
سادسًا
: المقالات :
كتب الأستاذ مجموعة كثيرة من المقالات، موزعة على شتى
المجلات فى العالم العربي: الهلال، الملحق الأدبي للأهرام، المجلة، الرسالة، آفاق
عربية، العربي، الدوحة، الثقافة العربية، الفيصل، الفكر العربي، البحث العلمي
وغيرها ...
سابعًا
: النشاط الثقافي:
1- عضو مجمع اللغة العربية.
2- عضو المجلس القومى للثقافة والفنون والآداب والإعلام.
3- عضو مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية.
4- رئيس جماعة دار العلوم (تأسست 1934م).
5- رئيس تحرير صحيفة دار العلوم، مجلة فصلية محكمة، تصدرها
جماعة دار العلوم بالقاهرة منذ عام 1934م.
6- رئيس تحرير مجلة (أدب ونقد) من عام 1982 إلى 1987م.
7- عضو لجنة الأدب واللغة بالمجالس القومية.
8- عضو لجنة منح جوائز التفوق بالمجلس الأعلى للثقافة.
9- عضو فى لجان منح الجوائز العربية : العويس فى الإمارات، والبابطين
فى الكويت، وجوائز التقدم العلمي التي تمنحها حكومة الكويت.
10- أمين لجنة ترقية الأساتذة بالجامعات المصرية فى الفترة
من 1983 إلى 1990م.
11- أشرف على أكثر من 40 رسالة دكتوراه فى الجامعات المختلفة،
وعلى أكثر من 45 رسالة ماجستير، وكان عضوًا فى لجان علمية لمناقشة أكثر من مائة
رسالة ماجستير، ودكتوراه.
ثامنًا
: الجوائز والأوسمة :
1- وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1990م.
2- جائزة الدولة التقديرية لعام 1992م.
3- وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1992م.
4- دروع تكريم من جامعات ومحافظات : المنيا، وجنوب الوادى.
تاسعًا : شارك فى أكثر من
ثلاثين مؤتمرًا حول التربية، والقضايا النقدية والأدبية، فى عمان، والأردن، وسوريا،
والرياض، والمغرب، والجزائر، وإسبانيا.
هذا هو الطاهر مكي، عالم معجون بالتراث العربي، منقوع في
شرابه، ولازال باحثًا وقارئًا ومرشدًا ومعلمًا، ستظل تآليفه صُوَّى بارزة فى
تاريخنا الأدبى الضخم، وستبقى ترجماته تناصى الأصول التى ترجم عنها الطاهر مكى رأس
المدرسة الأندلسية فى عالمنا العربى الآن، وهو قليل النظير فى الدرس الأدبي، لم
تقعده الأستاذية يومًا عن متابعة الدرس والتحصيل.
لقد شرفت بصحبته منذ ما يزيد على ربع قرن، وكثيرًا ما
شرفنا به بآداب المنصورة، مشرفًا ورئيسًا للجان العلمية لمناقشة طلاب الماجستير
والدكتوراه، ودائمًا يلقانا لمناقشة طلاب الماجستير والدكتوراه، ودائمًا يلقانا في
حنو بالغ، وبشاشة عذبة، لم نجد فيه سوى الأستاذ الأحوذى الحنذيذ، والأب الحانى. كل
ذلك فى ودادة منخولة، وحب مصفى.
استوعب الطاهر مكى تراثنا الأدبي، ووقف على مسالكه وخبر
دروبه، وهو حريص على أن يعمل طلابه كما يعمل هو حتى الآن.
إن الطاهر مكى رجل دفع به الزمن من الأعصر الأول إلى
زمننا هذا، لنرى فيه الفارس النبيل والخلق الرفيع، والعلم الغزير.
وليسمح لى شيخى وأستاذى بعد هذه العجالة، أن أرفع إليه
أرفع آيات التجلة والإكبار.
وأسأل المولى – رب العزة والجلال – أن يهبه الصحة
والعافية، وأن يمد في عمره، وأن يجزيه عن العلم وطلابه كل خير ...
****