الثلاثاء، 2 مايو 2017

˜ كلمة حق وصدق


د. أحمد علي الجارم(*)

عاهدت ربى – منذ أمد بعيد – ألا أقول إلا حقًّا وألا تكون قناعتى إلا صدقًا وكانت مهنتى الطبية هى المجال الحياتى الذى مارست فيه هذه القناعة والتى ورثتها عن عائلتى التى شرفها الله سبحانه وتعالى بانتسابها إلى خاتم رسله الأكرمين محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام. فإذا جاء ذكر الأستاذ الدكتور الطاهر مكى أستاذ الأدب والنقد العربى بدار العلوم أشهد وأقول أننى ما عرفت عنه إلا أنه قامة رفيعة وفريدة من قامات اللغة العربية الذين كرسوا حياتهم فى أنها من هذه اللغة الشريفة بعلمه ودراساته وأدائه وموضعه على قمة هذا الأداء بكليته الحبيبة دارالعلوم.
لقد كان الدكتور الطاهر من أوائل من اقتحم مجال الدراسات الخاصة بالأدب العربى الأندلسى ببعثة إلى إسبانيا فى مقتبل حياته وأصبح بجهوده تلك على رأس هذه المدرسة الهامة فى دراسات اللغة العربية مضيفاً قيمة حقيقية للجهود البناءة فى هذا المجال الهام من الدراسات الأدبية العربية.
وتسمح علاقتى الحميمة بالأستاذ الفاضل الدكتور الطاهر مكى وقد كنت طبيبه فى حالة مرضية اعترته منذ سنوات أن أشهد على قيمته العلمية كأستاذ جامعى متفرد وعلى مساعدته للعدد الكبير من الدارسين بدار العلوم بالإضافة إلى دماثة الخلق والصدق فى كل أقواله وأعماله – مد الله فى عمره وأسبغ عليه من فضله وكرمه ورحمته ليثرى زماننا أكثر وأكثر.
وقد أثلج صدرى قيام الأخوة المسئولين عن جماعة "دار العلوم" والمسئولين عن صحيفة "دار العلوم" بالاحتفاء بأستاذهم الدكتور الطاهر مكى رداً على ما بذله من جهد بناء وصادق فى سبيل هاتين الهيئتين وعرفت حينئذ أن صفة الوفاء مازالت بخير ومازالت على قمة الخصال القومية الهامة والتى أرجو – شخصيًّا – الحفاظ عليها لقيمة الحق والصدق والشرف.
وقد شرفت بزمالة الأستاذ الدكتور الطاهر مكى بمجمع اللغة العربية بالقاهرة منذ عام 2003 ، كما شرفت بزمالته أيضاً فى اللجنة الطبية بهذا المجمع العتيد وشاهدت ما أضافه من قيمة لأعمال هذه اللجنة على مدار هذه السنوات.
مرة أخرى أشكر اللجنة الموقرة الخاصة بالاحتفال بالأستاذ الدكتور الطاهر مكى على جهودها الصادقة فى هذه المهمة الشريفة وأدعو الله أن يسبغ عليه من رحمته وكرمه ورضوانه ما هو جدير به حقاً وصدقاً.

****



(*) أستاذ متفرغ بكلية الطب جامعة القاهرة، وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك