"إرم"
تناقش مع أكاديميين إشكالية هذا الفرع الذي يسهم في تغذية الشخصية القومية، ويوسع
أفق الدارس من خلال دراسته للصلات العالمية للأدب.
القاهرة- من هند عبد الحليم
أشار
عدد من الأكاديميين إلى إشكالية عدم الاهتمام بفرع مهم من فروع الآداب، وهو الأدب
المقارن، رغم أهميته البالغة في خروج الآداب القومية من عزلتها.
ويعرف رائد الدراسات المقارنة في العالم العربي، الدكتور محمد غنيمي هلال، الأدب
المقارن بأنه: "دراسة الأدب القومي في علاقاته التاريخية بغيره من الآداب
الخارجة عن نطاق اللغة القومية التي كُتب بها"، إذ يعنى بدراسة ما هو فردي في
الإنتاج الأدبي ويعنى أيضا بدراسة الأفكار الأدبية والقوالب العامة، ويعنى كذلك
بقضية التأثير بين الآداب في النواحي الفنية للصياغة شعريا أو نثريا.
كما
أنه يسهم في تغذية الشخصية القومية، ويوسع أفق الدارس من خلال دراسته للصلات
العالمية للأدب، كما تبرز أهميته في التقعيد للنقد الحديث، فهو أساس لا غنى عنه في
النقد الحديث، فقواعد النقد الحديث ثمرات لبحوثه العميقة، إذ يتجه إلى البرهنة على
تلك القواعد عن طريق تتبعه لطبيعة سير الآداب العالمية وكشفه عن الحقائق الأدبية
والفنية والإنسانية.
ورغم
ذلك لا يوجد كرسي للأدب المقارن في الجامعات العربية حتى الآن فما السبب ؟
أستاذ
الأدب المقارن بجامعة القاهرة وصاحب المؤلفات العديدة في الأدب المقارن بين
العربية من جهة والإسبانية والفرنسية من جهة أخرى، الدكتور الطاهر مكي، يرى أنه
ليس معقولاً أن يزدهر الأدب المقارن ازدهاراً كبيراً ونحن نعاني في كل نواحي
التعليم عندنا سواء الأدبية أو العلمية ، فمشكلة الأدب المقارن جزء من المشكلة
العامة فهو يحتاج إلى أساتذة يجيدون أكثر من لغة أجنبية ويعرف لغة أخرى يقرأ فيها،
ومن البديهي أن يطلع على أسرار لغته القومية حتى يستطيع فهم الرسالة الإنسانية
للأدب المقارن الذي يكشف عن أصالة الروح القومية في صلتها بالروح الإنسانية العامة
في ماضيها وحاضرها، لذا فهو عامل مهم في دراسة المجتمعات وتفهمها ودفعها إلى
التعاون لخير الإنسانية جمعاء، وهو بهذا المفهوم يقضي على الغرور الذي يدفع بكل
شعب إلى الاعتداد بأدبه والوقوف عند حدوده واحتقار ما عداه من آداب.
أما
أستاذ الأدب الإسباني بكلية اللغات والترجمة في جامعة الأزهر، الدكتور حامد أبو
أحمد، فيرى أن الأدب المقارن مجال مهم لإعادة اكتشاف مفهوم الآخر وتحليل مفهوم
السيطرة، ويعين على زيادة التفاهم والتقارب بين الشعوب بمعرفة عاداتها وطريقة
تفكيرها وآمالها الوطنية وآلامها القومية وتبادل المنفعة، وهذا العلم يحتاج إلى
ثقافة موسوعية ونحن في زمن اختفى فيه المثقف
الموسوعي وأصبح المتخصص في فرع معين
من العلوم نصف إنسان كما قال توفيق الحكيم
http://www.eremnews.com/?id=87468
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك