السبت، 26 ديسمبر 2015
الأحد، 13 ديسمبر 2015
من أبحاث العدد 52 الخاص بتكريم العلامة الطاهر مكي (صحيفة ار العلوم)
(امرؤ القيس حياته وشعره) للطاهر أحمد مكي
من سيمياء العتبات إلى شواغل
التلقي
د.
محمود النوبي أحمد سليمان
أستاذ
الأدب العربي المساعد
كلية
الآداب بقنا - جامعة جنوب الوادي
توطئة
1-
امرؤ
القيس، إحياء عصري.
من فضل القول الخوض في
التعريف بامرئ القيس؛ فللشاعر ولشعره مكانة ثقافية وأدبية في المجتمع العربي عامة،
فقد خلَّد التاريخ اسمه وشعره، ولكنْ ليس للعمل الفني ولا للفنان أن يُخلِّد كلٌّ
منهما نفسه، فإذا كان لهما أن يبقيا وأن يظلا خالدين فيجب أن يُعاد خلقهما دائمًا
في عقول من يتلقونهما، وقد كان لمكي الفضل في إعادة خلق امرئ القيس بدراسة رائدة، تتناسب
مع حجم المؤلف ومكانة المبدع الذي أُعيد خلقه. فكتاب (امرؤ القيس حياته وشعره)
إحياء عصري للشاعر ولشعره، لا يفرض فيه المؤلف رأيًا، ولكنه يعرض صورة وفكرة، ويترك
للقارئ التخيل والتفكير، ثم يأخذه نحو التسليم والاقتناع، وهذه القوة الفنية
للناقد الحقيقي.
وفي إعادته قراءة امرئ القيس كان
يبحث عن الروح الإنسانية للعصر الذي يعيشه القارئ المعاصر، إضافة إلى رسم صورة
للعصر الذي عاش فيه المبدع/ امرؤ القيس.
2- الأستاذ
الدكتور/الطاهر أحمد مكي،
الأستاذ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، من مواليد محافظة قنا بصعيد مصر الأعلى،
تخرج في دار العلوم سنة 1952م، حصل على الدكتوراه في جامعة مدريد سنة 1961م. ومن
فضل القول أيضًا إطالة الحديث عن الناقد؛ فهو من أعلام العصر، ورواد الدراسات
الأدبية، ليس في مصر وحدها بل في الوطن العربي وإسبانيا المعاصرة.
وهو
المشار إليه في البحث بالكلمات: (مكي - الناقد - المؤلف - المبدع الثاني).
...
(لقراءة البحث
كاملاً انظر صحيفة دار العلوم العدد 52 )
الخاتمة:
وبعد...
يبقى ما توصل إليه البحث قابلًا للردّ والقبول، فإمكانات
سوء الفهم باقية؛ لأنه عمل بشر، أرجو به أن أكون قد بلغت بعض الهدف، مع سلامة
القصد، وإخلاص النية، كما أرجو أن تُغفر لي جرأتي على الدخول بين مبدعين تقصر
القامة أمامهما (امرئ القيس، ومكي)، ولكن عزائي أن المبدع الأول شاعر طليعي نصه
مفتوح لكل تأويل، أما المبدع الثاني فليس هو مكي اليوم، فالفارق كبير بين شاب يضع
أول مؤلف له أمام القارئ، وناقد راسخ القدم معروف إقليميًا وعالميًا. ولا يعني ذلك
النظر في القيمة والقامة، ولكنه التماس عذر، وإشارة إلى سياق التأليف، فقد ولِدَ
مكي كبيرًا ومازال يكبُر في أعيننا وقلوبنا حتى توهمنا أنه كان في تلك السنة أقل
مما نراه اليوم، فأكدت الدراسة خطأ التوهم، وصحة التوجه نحو اختيار الكتاب (امرؤ
القيس...). ووصيتي للباحثين النظر في تطور الخطاب النقدي عند مكي، وأثر السياق في
هذا التطور، مع البحث عن الأسباب وتحديد الملامح.
وحسبي أن أقتبس عبارته هو في امرئ القيس، لأقولها فيه
منه: "فلعل في هذه الدراسة بعض الوفاء له، وإنها لدونه وإنه لأكبر
منها"، لعلها تليق به، ولعله يرضى بها بعد هذا الزمن الطويل من صياغته لها.
وقد
توصلت الدراسة إلى النتائج الآتية:
-
إن النص الشعري الجاهلي رسالة ذات شفرات غير محددة
تحديدًا يقينيًا، يتيح للقارئ أقصى درجة من الحرية في إنتاج المعنى.
-
إن
العكوف على القراءة في السيميائيات واللسانيات الحديثة يفتح أمام الباحث أبوابًا
عدّة في اتجاهات تحليل الخطاب الأدبي أو النقدي، لكن الانسياق وراء تلك التحليلات
قد يأخذ الباحث إلى عالم لا نهاية له من التصورات والتأويلات والتلفيقات.
-
إن الخطاب النقدي عند مكي خطاب تفاعلي لا يخضع لرغبة
الناقد وحده بل يخضع لحركية التلقي وبناء السياق.
-
إنه من الضروري إعطاء اهتمام لما هو أكبر من محيط النص
ليصل إلى كل التاريخ الثقافي الكامن في عقل
المشاركين في الخطاب(المرسل والمتلقي).
-
إن مكي
في كتابه (امرؤ القيس...) قد اختزل في تناوله لحياة الشاعر وتحليله للنصوص
الخطابات السياسية، والاجتماعية، والفكرية، والثقافية للمصريين والعرب عامة، وراهن
على نجاحها بتمثله الضمير القومي للجماعة بكل ما فيه من آلام وأوجاع، وأحلام
وآمال، وبقدرة خاصة على نقد الذات، جامعًا بين توقد الحس التاريخي، والرغبة
العارمة في التجاوز. وبهذه
المقاربة لم تكن رموز العصر في إنتاج الخطاب هي أدوات تعرّف لامرئ القيس وعصره فقط،
ولكنها أيضًا أدوات لإنتاج خطاب محاور فيه تعرُّف على الحياة المعاصرة وما يدور
فيها من أحداث، وما يجب أن يكون عليه الإنسان العربي المعاصر.
-
سعي الناقد إلى إجراء نوع من المقارنة بين جدائل الهيمنة
السائدة خلال العصرين (عصر الشاعر، وعصر الناقد)، ومحاولة بناء هيمنة مُقاومة
بطلها امرؤ القيس وكل شاب عربي يسير سيره.
-
صارت اللغة عند مكي فعلًا اجتماعيًا، وليس مجرد خطاب
شفوي أو مكتوب، وذلك بما اكتسبته من روابط دلالية في عملية الاتصال.
-
إن اللغة في الكتاب تتغذى من تربة السياق الشعري لامرئ
القيس.
-
إن جمهور القراء في مصر
والوطن العربي لم يُقبِل أكثرهم على كتاب (امرؤ القيس...) من أجل امرئ القيس
وشعره، ولكن إقبالهم كان من أجل الناقد الذي قدَّم امرأ القيس تقديمًا ذاتيًا
جديدًا.
-
ولما نراه في دراسة مكي من تأمل عميق، وقيام على النص من
الداخل، يتحول النقد إلى أدب، فيما يمكن أن نسميه (أدبًا نقديًا) على حد تعبير
أدريان مارينو.
(لقراءة
البحث كاملاً انظر صحيفة دار العلوم العدد 52 )
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)